القائمة الرئيسية

الصفحات

 لغات الحب الخمسة 

في البداية ماهو الحب و ماهي ماهيته ؟ و ما مدى أهميته في حياتنا و استقرارنا النفسي ،و كيف نكون في علاقات صحية مستقرة يملأوها الود و الإحترام و التفاني ، هذا ما سوف نقرأه في السطور التالية ، ففي نفس السياق لابد في البداية من تعريف الحب ، فالحب هو عبارة عن فوضى مشاعر ، مشاعر نبيلة سامية ، هو تخبط بين الفرح و الحزن،

 فساعة يحسب الإنسان نفسه سيد الكون و ملكه لأن محبوبه قد صار ملكه، فيرفعه هذا الحب إلى سابع سماء و تارة أخرى يفقد الإنسان من يحب فيعيش في تعاسة ما بعدها تعاسة ! إن الحب هو ربط كل شيء جميل بمن نحب،  حتى نغدو فيما بعد أسيرين لذلك الشعور الجارف المتطرف الذي لا يعرف الحلول الوسط، ف أما سعادة أبدية أو دمار شامل لا ثالث لهما، 

و لكل إنسان أسلوب خاص في التعبير عن مشاعره ، و كل إنسان هو حالة مستقلة بذاتها ، فماهية الحب و طرق التعبير عنه تختلف من شخص لآخر بحسب طريقة تفكيره و جسده المشاعري،  و وجهة نظره و مكنونات شخصيته ، فطريقة تعبير الإنسان العقلاني عن الحب تختلف كثيرا عن طريقة تعبير الإنسان العاطفي ، و في السطور الآتية 

سوف نلقي الضوء عن أهم لغات الحب التي قد توصل إليها بعض علماء النفس و و بعض مدربي أساليب الحياة و التواصل بين البشر ، و هي خمس لغات سوف نتحدث عنها بإسهاب كبير في السطور التالية 

لغات الحب


👇إقرأ موضوعنا 👇

كلمات التشجيع 

حيث أن الكثير منا ما زال غافلا حتى اللحظة،  عن مدى تأثير الكلمة الطيبة على علاقتنا مع الآخرين بشكل عام و على أحبائنا بشكل خاص ، فالبشر بطبعهم لديهم شيء من الأنانية و حب الذات و السعي دوما لإمتلاك كل شيء دون مقابل ، إعتادوا الأخذ دون العطاء ، و هذا سبب دمار الكثير من العلاقات في عالمنا ، فمثلا ممكن أن يعود رب أسرة بعد يوم عمل شاق

 إلى منزله منهك الجسد خار القوى ، فبدلا من أن تقوم زوجته بإستقباله بكل حنان و حب و توجيه كلمات التقدير لكل ما يقوم به في سبيل سعادة تلك الأسرة ، و العيش الكريم  تبدأ باستجوابه و بطرح قائمة طويلة من الطلبات 

التي لا تنتهي دون أيما كلمة شكر لذلك الرجل المنهك ، إن تأثير الكلمة و لا أكاد ان أبالغ في قول هذا  إلا أن تأثيرها ذو مفعول سحري ، ف بكلمة واحدة  بعبارات دعم و تشجيع و تقدير لكل ما يقوم به الطرف الآخر ، سنجعل من نحب في غاية السعادة و سوف تمده 

تلك الكلمات الحانية الرقيقة الصادقة، بالقوة اللازمة لإستكمال حربه العاتية مع هذه الحياة القاسية ، فكم من كلمة طيبة أسعدت قلبا ، و حبرت خاطرا  وو صلت ودا كاد أن ينقطع و أنقذت علاقات كادت 

أن تدمر بشكل كامل ، فلنحاول قدر الإمكان أن نشعر أحبابنا بالإمتنان الدائم لكل ما يبذلونه ، في سبيل سعادتنا فالحب أخذ و عطاء هو مودة و رحمة هو لمسة حانية ، في ظل حياة صعبة قاسية غير عادلة  لا تعرف الرحمة 

👇إقرأ موضوعنا👇

كيف أنحف بطريقة صحية

تكريس الوقت

 هي من النقاط الهامة جدا في علاقاتنا مع أحبائنا ، فقضاء الوقت بصورة مستمرة و تخصيص أوقات خاصة لمن نحب ، سوف يزيد متانة و صلابة علاقتنا بهم مما يؤدي إلى تطورها مع الوقت لتصبح علاقة متينة لا تنكسر بسهولة ، و إن سبب انتهاء و فشل أغلب العلاقات، هو انغماس أغلب البشر في العمل و الأشغال متناسين 

أن الحياة ليست عملا و حسب بل وقتا جميلا دافئا  نقضيه مع أحبابانا ، فالإهمال هو أحد أسباب مصرع الحب ، و عدم تكريس الوقت لمن نحب يجعل هذا الشخص تدريجيا و مع الوقت غير آبه لوجودنا ، فقد إعتاد غيابنا و أصبح وجودنا في حياته و عدمه لا يشكل أدنى فرق كان ، فلتحافظ على بقاء شخص في حياتك ، لابد من تخصيص وقت لقضاءه معه،

 تشاركه فيه أنشطته المحببة إليه أو إحدى وجباته المفضلة، أو حتى فيلما سنمائيا قد تشاهدونه سوية ، فالندم بعد فوات الأوان ألم ما بعده ألم و عند فقدان من نحب سوف نندم على كل لحظة كنا فيها بعيدين عنهم،ز بحجة العمل و الإنغماس التام بمشاغل الحياة و ملاهيها فليكن وعينا أكبر ، فأكثر لتلك الناحية 

تبادل الهدايا  

 هنالك نوعان من الهدايا التي يمكن أن يقدمها الشخص لمحبوبه ، في إطار توطيد العلاقة و تطويرها بالشكل الامثل ألا و هي الهدايا المادية كباقات من الزهور الفواحة ، أو علبة شوكولا متنوعة الأصناف و الأشكال،

 قد تكون قارورة عطر ذات  رائحة عبقة أو حتى ساعة أو محفظة أو غيرها من الماديات ، و قد تكون الهدية معنوية كإمساك يد من تحب في حال الأزمات ووجودك الداعم له في كل خطوة و قرار و مصير،

 حيث قد تم إكتشاف تأثير الهدايا منذ الأزل ابتداء يقبائل المايا في أمريكا الوسطى حيث كان يحرص الأزواج أنذاك على بذل الغالي و النفيس، بشتى الطرق و تبادل الهدايا فيما بينهم ، فالهدية تعبير واضح و صريح عن الحب ، عن تقدير المحبوب ، عن الرغبة في إبقاء ذكرى لنا مستمرة في قلوبهم و إدخال الفرحة إليها 

المساعدة في الأعمال المنزلية 

حيث تعد المشاركة الزوجية التامة في كافة شؤون الحياة،  من العوامل الهامة لإستمرارية و نجاح هذا الإرتباط و خاصة في كل ما يتعلق بشؤون المنزل و الأسرة ، على كافة الأصعدة ، فعندما يتفق الشريكان

 على تقاسم الأعمال المنزلية و أعباء تربية الأطفال بشكل متساو ،  فإن هذا قد يخلق نوعا من الإحساس بالإنسجام و التكافؤ و المساواة فليست هنالك أعباء يتحملها طرف دون آخر،  فكلاهما ينظفان البيت و يرتبانه و يساعدان

 بعضهما في الإهتمام بأطفالهما من حيث المأكل و الملبس و المشرب و الدراسة و النشاطات و غيرها ، فتنشأ بذلك أسرة مترابطة قوية يحب أفرادها بعضهم بعضا ، تخيم عليهم روح التفاني و التعاون و يغدو الوالدان قدوة صالحة لأبنائهم في المستقبل العاجل و البعيد 

👇إقرأ موضوعنا 👇

تربية حيوانات أليفة  

الإتصال الجسدي 

المقصود هنا هو أن بعض الأشخاص في الحقيقة هم أشخاص عاطفيون بطريقة مفرطة ، فهم عندما يمرون بأوقات صعبة قد يحتاجون إلى الدعم و الشعور بالأمان ، فلمسة يد حانية أو عناق أبوي دافئ 

أو حتى تربيت على الكتف كل ذلك يشعر الطرف الآخر بأنه محبوب و مرغوب ، و بأنه ليس وحيدا في غمار كل ما يخوضه و بأن هنالك من يدعمه و يسنده وقت الحاجة ، كما يعتبر العناق 

و إمساك اليدين من علامات الحب الواضحة للغاية ، فقد يستخدم الكثير من الأشخاص هذه الأشياء لجعل الطرف الآخر يشعر بمدى أهميته في حياتهم و بمدى الحميمية التي تجمع فيما بينهم و مدى سمو حبهم و عمقه ،

👇إقرأ موضوعنا👇

تساقط الشعر

و في الختام لابد لنا من القول بأن التعبير عن الحب يختلف بين كل شخص و آخر  ، بحسب شخصيته و تنشئته و طريقة تفكيره و كونه عقلانيا أو عاطفيا ، و بأن كل لغة من لغات الحب الخمسة  التي أتينا على ذكرها في هذا المقال ما هي إلا  وسائل مختلفة لنقول لأحبابنا كم نحبكم ، كم أنتم مهمون بالنسبة لنا ، كم أن وجودكم في حياتنا

 هو بمثابة البعث بعد الموت  هو وسيلة لتنفسنا الصعداء في غمار هذا الكم الهائل من الظروف الصعبة ، و التحديات الخانقة ، فلولا الحب لما إستطاع البشر تحمل كل ذلك ، ما استطاعوا أن يكملوا مسيرة حياتهم بكل مافيها من منغصات ، فوحده الحب الصادق و المشاعر النبيلة السامية من تعطي الحياة معنى جديدا ، سببا 

جديدا للإستيقاظ كل كل يوم ، حافزا مشجعا نحو حياة أفضل بعيدا عن الضغينة و الحقد و كافة أمراض المجتمع الأخرى ، فلنكن السند و الأيادي المفتوحة و القلب النابض لأحبائنا و لنتذكر دوما بأن كل شيء إلا زوال ، وحده الحب هو الأثر الباقي لكل منا في هذه الحياة 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع