القائمة الرئيسية

الصفحات

الدارك نت والديب ويب والدارك ويب وما الفرق بينهم

 في عالم بات يغزوه الإنترنت بسرعة هائلة و مدهشة، أصبح ضرباً من المستحيل ألا يكون أي أحد منا جزءاً من هذا العالم الافتراضي الذي ليس بوسع أحد أن ينكر  كل مزاياه الاستثنائية التي ساهمت في خلق طفرة في التواصل البشري

 من حيث السهولة، و كسر كل أنواع القيود و الحواجز الجغرافية أو الزمنية او حتى تلك المرتبطة باي نوع من الاختلافات الدينية، أو الثقافية، التي قد تعيق التواصل بين البشر، إلا أن للإنترنت و للشبكة الافتراضية وجهاً آخر قد لايعرفه الكثير ن  و عوالم أكثر عمقاً، غموضاً، و ربما خطراً. إنها نوع من العوالم التي ما إن يقع المرء فريسة لها، قد لايفلح بعدها في الخروج  منها إطلاقاً.

في هذا المقال سنتعرف على عالمين من عوالم الإنترنت مختلفين عن العالم الافتراضي التقليدي الذي نعرفه و نستخدمه و هما الدارك نت، و الديب ويب، و الدارك ويب ، و ما الفرق بينهم:

الدارك نت والديب ويب والدارك ويب وما الفرق بينهم

الدارك نت :

من الجدير بالذكر بداية أن المتصفحات التقليدية مثل غوغل و فاير فوكس لا تجدي نفعاً للوصول إلى الدارك نت، أو الدارك ويب. وذلك لأن الدارك نت هو عبارة عن شبكة إنترنت مشفرة تم إقامتها فوق الإنترنت العادي، يتم الولوج إليها باستخدام بعض الأدوات، المتصفحات، و البرمجيات التي صممت خصيصا للتمكن من الدخول إلى المواقع التي تتواجد على هذه الشبكة و من أهمها متصفح Tor.

يتيح متصفح Tor لمستخدميه إمكانية فتح العديد من المواقع المخفية عبر مايعرف ب (Tor hidden service protocol). تتضمن هذه المواقع رابط onion وهي الخدمة التي يمنحها  المتصفح Tor  لمستخدميه .

قد يكون من الغريب قول ذلك، و لكن تلجأ العديد من الوكالات الاستخبارية العالمية و السفارات و غيرها من الجهات التي ينطوي عملها على سرية أمنية إلى استخدام الدارك نت كوسيلة اتصال آمنة نظراً لميزة التشفير العالية التي تتمتع بها معظم المواقع و استحالة تتبع الجهات التي تصدر و تستلم الرسائل و طرق الحماية التي توفرها عبر كلمات سر قوية. ومن أشهر أنواع شبكات الدارك نت المستخدمة في ذلك هي شبكات friend to friend و التي تتيح  مشاركة الملفات بين  طرفين عبر اتصال p2p.

تتميز بكونها غير متاحة لأحد آخر سوى لجهتي الاتصال إضافة إلى التشفير العالي.

الديب ويب :

يستخدم مصطلح الديب ويب للإشارة إلى المواقع التي لا يمكن العثور عليها عبر متصفحات البحث العادية مثل Google و Firefox لأنه ببساطة لا يتم فهرسة الصفحات وعناوين URL كما في متصفحات البحث المعتادة لذا يتم استخدام متصفح Tor الذي يمنح ميزة الوصول لأكثر نطاقات الإنترنت غموضاً و غرابة.

قد يلقى الديب ويب رواجاً لدى النشطاء السياسيين و الحقوقيين الهاربين من قمع السلطات، أو الصحفيين و الوكالات الإعلامية التي تود تسريب معلومات خطيرة وحساسة أو تبادل المعلومات و ذلك بفعل كون معظم مواقع الديب ويب عالية التشفير و صعبة التتبع.

الدارك ويب :

يتربع الدارك ويب  على عرش أكثر شبكات العالم الافتراضي غموضاً، ظلاماً، سوداويةً، و خطراً من بين جميع المواقع المخفية الأخرى.

بداية ً، يعد الدارك ويب أحد فروع الديب ويب الذي يعد جزءا من شبكة الإنترنت العالمية www و لكن يستحيل الوصول إليه عبر محركات البحث المعتادة.

يجدر التنويه إلى أن معظم الخدمات والمواقع التي تتواجد على الدارك نت تعتبر جزءا من الدارك ويب و تمثله تحديدا تلك الأكثر غموضا و بالطبع يعد متصفح Tor أحد أشيع محركات البحث التي يتم اللجوء إليها لولوج الدارك ويب.

أمتلك الدارك ويب شهرته من كونه شبكة إنترنت تضم أقذر أنواع البشر على الإطلاق، من قتلة مأجورين، إلى لصوص دوليين، إرهابيين، وأحد أكثر أنواع المجرمين والمرضى النفسيين خطورة على الإطلاق.

إقرأ أيضاً: الربح من الانترنت

يستخدم الدارك ويب كبيئة حاضنة لتجارة الأعضاء البشرية، المخدرات، الأسلحة، تجارة النساء و الأطفال، وممارسة أفظع أنواع التعذيب البشري و إطلاق العنان للسادية بمختلف أشكالها. لذا لا ينصح على الإطلاق بتجربة الدخول إلى الدارك ويب نظراً للكم الهائل من المشاهد المرعبة و القاسية التي ستصدم الإنسان العادي. كما أن المرء قد يعرض نفسه لخطر جدّيّ بدخوله مثل هذه المواقع، فقد يتعرض هاتفه أو حاسوبه للاختراق من قبل أخطر أنواع المخترقين (الهاكرز)

فتتم سرقة بياناته و قد يتعرض للابتزاز، و هناك ما هو أسوأ من ذلك ففي بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، روسيا، دول أوروبا و حتى بعض الدول العربية قد يتعرض المرء لمطاردة حقيقية من قبل قتلةٍ قد يتتبعون موقعه ويحاولون إيجاده، حيث يعد الدارك ويب مرتعاً خصباً و بيئةً حاضنةً لأخطر عصابات المافيا الأميركية، الروسية، الإيطالية و المافيا اليابانية (الياكوزا) فمن خلاله تتم  أخطر أنواع الصفقات الإجرامية حول العالم

إقرأ أيضاً: أهم مخلفات الانترنت

و بالرغم من كل الجهود الدولية لمكافحته و محاولة القبض على مستخدميه و حتى تدميره بالكامل من قبل وكالات استخباراتٍ عالمية مثل الـ CIA و غيرها، إلا أن ذلك أشبه بالمستحيل نظراً لقيم التشفير العالية التي تتمتع بها هذه

 المواقع و الشبكات و صعوبة معرفة هوية من يستخدمونها و يروجون لخدماتهم لذا و بالرغم من حالات الاعتقال التي تنجح أحياناً إلا أنه مايزال من الصعب للغاية إنهاء وجود هذه المواقع بالكامل . و بالطبع من غير القانوني على الإطلاق استخدام مثل هذه المواقع أو الترويج لها.

إذاً، بالرغم من كل الخدمات والتسهيلات التي اضفاها وجود الإنترنت إلى حياتنا، إلا أن له أوجهاً أخرى ينبغي الحذر من استخدامها أو الوقوع ضحية لها.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع